لن
ينسى سكان ساوث بيتش إعصار عام 1926 الذي دمر جزءاً كبيراً من المنطقة،
على الرغم من جهود الحكومة الأميركية لتعويض ما قد تدمر، فقد قامت بلدية
ميامي بيتش مؤخراً بالموافقة على مشروع بناء حديقة وسط ساوث بيتش تدعى ساوث
بوينت بارك في الطرف الجنوبي من الجزيرة، تضم فيما تضم ملعب كبير للأطفال
والكبار على حد سواء.
وتهدف هذه الحديقة بمساحة 22 فدان إلى تحسين نوعية الأماكن الترفيهية
وكنتيجة تعزيز البيئة المحلية، حيث قام فريق Hargreaves بتنفيذ مجموعة من
الممرات والمروج المتموجة، بحيث يصبح بمقدور أهالي ساوث بيتش اللعب أو
الاسترخاء وسط غابة من المناظر الطبيعية، بكل أمن وأمان، فقد تم تصميم
الحديقة الجديدة كلياً للوقوف في وجه الأعاصير.
بغض النظر عن المناظر الطبيعية، تطل ساوث بوينت بارك على المحيط الأطلسي،
فعند عبور الخليج أو المحيط والوصول إلى الحديقة، سوف يغدو بمقدورك متابعة
السفن السياحية، هذا عدا عن غيرها من عوامل الجذب الكبيرة للسكان الذين
يعيشون في المنطقة.
فكل تلك الممرات والمروج المتموجة، التي قام فريق Hargreaves بتنفيذها
باستخدام الحجر الطبيعي، سوف تغري الزوار بالمشي وخاصة بوقوعها -أي الممرات
والمروج- بجوار البحر، أو زيارة المطعم المركزي والمدرج على طول الشاطئ في
الهواء الطلق.
وهنا لابد لنا من الإشارة إلى أن اختيار الحجر والفولاذ والخشب، وغيرها من
مواد البناء، لم تكن مجرد إضافة جمالية على تصميم الحديقة، بقدر ما كانت
لفتة بيئية من فريق Hargreaves، فقد اختيرت هذه المواد دوناً عن غيرها
كونها متينة وصلبة، والأهم من هذا وذاك منخفضة الصيانة.
علاوةً على ذلك تمت استعادة الكثبان الشاطئية من خلال زراعة المروج
باستخدام أعشاب مقاومة للجفاف والملوحة وبضعة من أشجار النخيل الأصلية، هذا
عدا عن تعمّد الفريق تصميم الحديقة نفسها لامتصاص كل الأمطار ومياه
العواصف التي تتساقط في الموقع، فعلى سبيل المثال تسمح المزروعات الأصلية
بتغلغل مياه الأمطار، وكنتيجة تقلل من الاعتماد على أنظمة الصرف التقليدية.
وبذلك سوف تغدو هذه المناطق المزروعة بمثابة أحواض مؤقتة تملأ طبقات المياه
الجوفية العميقة (من خلال حقن الآبار) ومنع دخول مياه المطر في المحيط،
ففي النهاية تم تصميم كافة المباني والكتل لتقف في وجه الأعاصير
.