الخيال الابداعي
السلام عليكم
صديقي الزائر/صديقتي الزائرة يرجى بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام الى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
إدارة المنتدى

مـــنـــتــديــاتالخيال الابداعي
الخيال الابداعي
السلام عليكم
صديقي الزائر/صديقتي الزائرة يرجى بتسجيل الدخول اذا كنت عضو معنا
أو التسجيل إن لم تكن عضو وترغب في الإنضمام الى أسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
إدارة المنتدى

مـــنـــتــديــاتالخيال الابداعي
الخيال الابداعي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الخيال الابداعي

منتديات الخيال الابداعي للطلاب والبحاحثين في العمارة وتخطيط المدن
 
الرئيسيةالخيال الابداعيأحدث الصورالتسجيلدخول
الاتجاهات المعمارية وبناء الفكر المعماري عادة ما يتردد المعماري المبتدئ في اختيار المدخل لتصميمي الأنسب لحل المشكلة التي تواجهه وفى معظم الحالات يلجأ إلى الخبرات . وهنا  يوجد المدخل منتديات الخيال الابداعي

العمارة في السودان  التخطيط المعماري  العمارة الحديثة   مدارس العمارة
معلومات الاتصال 0926555070
وعلي الفيس بوك اضغط هنا او علي صفحتي الخاصة من هنا
انشرنا على المواقع الاجتماعية :
FacebookTwitterEmailWindows LiveTechnoratiDeliciousDiggStumbleponMyspaceLikedin
مكتبة الصور
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Empty
Share
المواضيع الأكثر شعبية
تصميم المراكز الصحية
افكار فلسفية معمارية لبعض المعماريين
اسس تصميم المصانع
لو كوربوزيه
العمارة عبر التاريخ
كتاب اسس تصميم المباني السياحية والمنتجعات
اسس تصميم النوادي الرياضية
العمارة المحلية في السودان
جائزة بريتزكر المعمارية
صور لمجسمات مشاريع طلبة كلية الهندسة المعمارية بجامعة محمد خيظر بسكرة
المواضيع الأخيرة
» كتاب التصميم المعمارى للمستشفيات
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Emptyالثلاثاء يونيو 13, 2017 8:34 pm من طرف medoarch

» كتاب اسس تصميم المباني السياحية والمنتجعات
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Emptyالجمعة يونيو 26, 2015 12:36 pm من طرف زائر

» تصميم المراكز الصحية
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Emptyالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 4:00 pm من طرف الادارة

» العمارة المحلية والاقليمية فى السودان
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Emptyالثلاثاء أبريل 16, 2013 1:16 am من طرف Basbousa loard

» بدون عنوان
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Emptyالخميس نوفمبر 15, 2012 7:13 am من طرف الادارة

» اسس تصميم محطات الوقود
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Emptyالثلاثاء سبتمبر 04, 2012 12:00 pm من طرف الادارة

» المنشات الصناعية
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Emptyالثلاثاء سبتمبر 04, 2012 11:34 am من طرف الادارة

» اسس تصميم المصانع
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Emptyالثلاثاء سبتمبر 04, 2012 11:12 am من طرف الادارة

» مركز ودمدنى لأمراض وجراحة القلب
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Emptyالإثنين يوليو 16, 2012 11:02 am من طرف الادارة

اختر لغة المنتدي
أختر لغة المنتدى من هنا
تصويت

 

 بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الادارة
Admin
Admin
الادارة


وسام الابداع
السودان
ذكر الجدي الأبراج الصينية : الثعبان
عدد المساهمات : 121
نقاط : 11099
السٌّمعَة : 8
تاريخ التسجيل : 31/10/2009
العمر : 34
الموقع : www.memar.yoo7.com
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : طالب معمار
المزاج المزاج : هادي

بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Empty
مُساهمةموضوع: بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع   بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع Emptyالجمعة يوليو 06, 2012 7:04 am

بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع
تنوع أنماط بيوتنا التقليدية انعكاس لتعدد ثقافاتنا المحلية

كان
سكان السودان منذ قديم الزمان يتميزون بدرجة عالية من التجانس العرقي و
الاثني. بعد ميلاد السيد المسيح بعدة قرون استهدفته سلسلة من الهجرات
والغزوات استمرت حتى نهايات القرن التاسع عشر الميلادي. فخلخلت تلك
التركيبة المتجانسة. إذا تحدثنا عن ما بقي من ذلك السودان، بدون نعرة
عنصرية، نجد أن العنصر العربي نتيجة لعدة عوامل كان هو الأكثر تأثيراً في
هذه العملية.
التأثير العروبي تمدد عبر الزمان والمكان. بدأ في القرن
الثالث الميلادي أو قبل ذلك وامتد قرابة ستةعشر عاماً. وعمق من تأثيره
عاملا اللغة والدين. خلال تلك الفترة دخلت المجموعات العربية البلاد من عدة
جهات. وكانت درجة تفاعلها متفاوتةً مع المجوعات المحلية هنا وهناك. وتكونت
بذلك كيانات هجين بالغة التنوع فى مجملها من حيث التركيبة العرقية
والأثنية والخصائص الثقافية والمجتعية. وأفرز هذا الواقع تلك الفسيفيساء
المدهشة من منظومة القبائل السودانية.
شكلت تلك العوامل مجتمعة الأرضية
الخصبة التى نمت فيها وترعرت فيها أنماط عديدة من العمارة السودانية
المحلية أو عمارة القبائل. ورفدت هذه الجزئية الثقافة السودانية بمكون مهم
ساهم فى بلورة بصمتها المميزة. في هذا السياق ستكون طبيعة العلاقة بين
الثقافة والعمارة هى جوهر اهتمامنا هنا. سنحاول تسليط الضوء عليها بإجراء
عمليات تشريح لنماذج من بيوت القبائل السودانية. سنكرس سلسلة المقالات فى
هذا العدد وأعداد قادمة لتحقيق هذا الهدف. وأتمنى أن نشترك معاً جميعاً
ونستمتع بهذا التمرين الفكري. الثنية. عل
البيت والمسكن
لأكثر من سبب موضوعى هو الأقرب إلى نفوس الناس مقارنة بأنواع المباني
الأخرى. هو مكان المولد والنشأة. يرتبط به الشخص وأسرته أيما ارتباط إذ
يقضون فيه جل وقتهم. هو نقطة الملامسة والتماس بين عالمه الداخلى وذلك
الفضاء الرحيب من حوله. يساهم فيه الشخص وأسرته ومجموعته أيا كان نوعها في
صياغة شكل بيته. وفى رواية أن هذا الشكل هو فى الواقع إسقاط من نوع ما
لشخصية الشخص و أسرته و تلك المجموعة التى ينتمى إليها. يكاد ينطبق هذا
الأمر على كل الحالات ريفية تقليدية أو حضرية مهما بلغت درجة حداثتها.
يتجلى
كل ذلك بكل وضوح فى حالة المجتمعات التقليدية- القبائل-. تلعب الثقافة
المحلية لكل واحدة منها دوراً أساسياً فى تشكيل عمارة بيت القبيلة
التقليدي بكل مكوناته وجزيئاته وتفاصيله. عمارتنا التقليدية متعددة ومتنوعة
الأنماط. منها ما هو عبارة عن تكوينات طينية أشبه بأعمال النحت العملاقة.
وبعضها الآخر عشش و(قطاطي) تتباهى بعروشها مخروطية الشكل المغطاة بالقش.
وتُكمل الصورة منظومة متنوعة مدهشة من شتى أنواع الخيام تطرز أفق بوادى
وسهول السودان. فى كل تلك الحالات تلتئم قيم وأعراف ومخاوف وأوهام وأشواق
كل قبيلة فتشكل عمارتها التقليدية. وتنتجها بحذاقة ودقة فائقة وتخرجها
للناس وتقول لهم هاؤم اقرؤوا كتابي.
فلنمض معاً و نبحر فى موضوعات هذا
العدد و أعداد أخرى آتية إن شاء الله فى رحلة نسوح فيها فى عوالم تلك
المجموعات الثقافية السودانية- القبائل. ونستعرض أنماطا متعددة ومتنوعة من
عمارتهم التقليدية المسكونة بالدهشة فى شكلها العام وكل مكوناتها
وتفاصيلها. وسنحاول فى كل مرة أن نفك شفرة العمارة المحلية لقبيلة ما لكي
نقرأ واقع حياتها بكل ما فيه من تفاصيل.

عمارة بيوت الشمال و الوسط: التراب والطين سيدا الموقف
التراب
والطين من أقدم مواد البناء التى عرفها الإنسان. أجدادنا فى شمال السودان
أسسوا عليها عمارتهم السكنية فى أول حضارة فى تاريخ البشرية قامت هناك على
ضفاف نهر النيل العظيم. ومنذ ذلك الزمان كانت هذه الخامة هى سيدة الموقف
فى شتى الأنحاء فى شمال ووسط البلاد. هناك كانت دائما تربة الشواطيء تمنح
القرويين البسطاء بسخاء خامة البناء. فتحولها أياديهم المعروقة بمهارة
فائقة وعشق كبير لتكوينات طينية تحاكي قطع النحت العملاقة.
تفاعل الناس
هناك منذ ذلك الزمان السحيق مع تلك العمارة وتفاعلت هى معهم فى علاقة
وجدانية بديعة. طواعية الخامة سهلت من عملية البناء ويسرت من أمر تشكيلها
على أي نحو يبتغيه المرء. فتعززت العلاقة بين الناس والعمارة. وعمق من تلك
العلاقة إمكانية خدش أسطح الحوائط وتخطيطها والكتابة والرسم عليها. فصار
هناك حوار متصل بين الإنسان والعمارة. تشهد على ذلك بيوت النوبيبن
التقليدية المصطفة على ضفاف النهر فى شمال السودان. حوارهم مع العمارة عبر
خامة الطين أكسبها حسناً وبهاءً. وأهم من ذلك، جعلها حسب معتقداتهم أكثر
تحصيناً من شرور العين الحاسدة. بيوت النوبة التقليدية عالم مدهش بحق يحتاج
منا لوقفة تأمل وسنحاول فك طلاسمه وشفرته فى مرات قادمة بإذن الله.
خاصية
أخرى من خواص خامة التراب والطين قربتها أكثر لنفوس الناس. وهى تفاعلها
المدهش مع مناخهم العدائي. بيوت الطين هى بحق ملاذات آمنة للقرويين
البسطاء. يستجيرون بها فى نهارات الصيف اللاهبة الجافة في تلك النجوع التي
لم تسمع بالكهرباء والمراوح فتوفر لهم ملاجيء رطبة منعشة. وفى ليالى الشتاء
القارسة البرد على قلتها يجدون الدفء فى حضن تلك البيوت فتغنيهم عن
الملابس الشتوية التي لا تسمح مواردهم الشحيحة بامتلاكها. خاصية تفاعل
الطين المدهش مع مناخهم متقلب الأطوار والمزاج عززت من حميمية عمارة
بيوتهم.
العمارة الطينية فى تلك النواحي من البلاد تكاد تذوب فى
إطارها البيئي. اللون البني الفاتح ذاك هو سيد الموقف يسد الأفق حيثما
نظرت. فالأرض والتربة المنبسطة هي مادة البناء نفسها. ومياه النهر العكرة
إذا ظهرت على استحياء هنا وهناك تحمل نفس اللون. والسماء الممتدة كخلفية
للقرى المتناثرة غبارها العالق دائماً يكمل اللوحة والمنظومة اللونية.
وألوان ملابس الناس هناك لا تخرج كثيراً عن هذا الإطار. تتميز ثقافتهم
المحلية بالتحفظ اللونى حيث يسود اللون الأبيض. تكُسبه الأيام غبرة بائنة
فيذوب فى المنظر من حوله. تماهى العمارة فى إطارها الطبيعى ذاك يجعلها أشبه
بالنبتة البرية مما يرفع من درجة حميميتها.

في المناطق الممطرة: القطية تتربع على عرش العمارة.
تلمع
وتبرق العمارة وتتلألأ عندما تكون وليدة البيئة. فى هذا السياق، ولدت فى
مناطق السودان الممطرة فكرة ذلك البيت الصغير أو العشة. دائرية الخارطة
مخروطية العرش درجنا على تسميتها بـ (القطية). شكلها ومواد تشييدها هو نتاج
طبيعى لنوع المناخ والنشاط الزراعى فى مناطق السافنا الفقيرة والغنية.
وجودها نمطا معماريا كثيفا فى أجزاء من أواسط وشرق وغرب البلاد.
شكل
الخارطة الدائرى قد تكون أملته ظروف موضوعية لها علاقة بالقوة والمتانة.
فأضعف أجزاء المبنى والأكثر قابلية للتصدع هى الأركان. ثمة جانب آخر ذو صلة
بالشكل الدائرى ارتبط بأحاسيس ذات مردود نفسي. بالنسبة للمساكن يعتقد أن
الخارطة المنحنية والدائرية تضفي أجواء من الحميمية وتجعل البيت من الداخل
أشبه بالحضن الدافئ.
تناول هذا الموضوع العديد من كبار الفلاسفة
والمفكرين العالميين المرموقين. كتبوا بعمق فأفاضوا. استشهدوا بالعديد
نماذج العمارة التقليدية من أنحاء العالم خاصة أفريقيا. فى هذا السياق
تحضرني بعض الحالات السودانية مثل بيوت قبائل نوبة الجبال. تلك القطاطي
أسطوانية الشكل بابها صغير ومرتفع من الارض. تذكرني هنا بأفكار بعض
الفلاسفة العالميين الذين شبهوا مثل تلك البيوت بالرَحمِ. أوجه الشبه واضحة
هنا. فالطفل يولد وينشأ داخل القطية. وفى سن محددة يخرج من البيت فى لحظة
ميلاد ثانية لينطلق إلى العالم الرحيب من حوله.
مساحة القطية من
الداخل وطول قطرها عند المجموعات التقليدية أمر لا يخضع للأهواء الشخصية
ورغبة أسرة الدار. أسس تحديد المقاسات والأبعاد مضمنة بشكل غير مباشر
ومستنبطة فى ثنايا ثقافة القبيلة. تحددها قيم والتزامات أساسية تتنزل في
جوانب مهمة من حياتهم مثل تربية النشء وطقوس التعامل مع الضيوف. بناءً على
تلك المعطيات قد تتسع القطية من الداخل أو تضيق. ويمتد التأثير فيشمل كل
جوانب تصميمها. من خلال هذه العملية تتبلور وتتشكل عمارة البيت التقليدى.
ويرسخ فى أذهان الناس ووجدانهم فيتوارثونه جيل بعد جيل.
فى هذا السياق
نوه الفيلسوف الألمانى المعاصر (مارتن هايدقر) وعالج هذه المسائل فى سفره
النفيس (Poetry, Language, Thought ) فقال إن أبعاد ومقاسات الأشياء مثل
هذه القطية يجب أن لا نبحث عنها فى بطون الكتب أو المراجع وعند الخبراء.
حسب رأيه، إنها تكتسب كامل معناها وقيمتها عند ما تُحدد أبعادها بحيث تسمح
باستيعاب مجموعة من الناس معاً داخلها استجابة لحزمة من القيم هى أساس
حياتهم. عندما يتحقق هذا الامر تلامس السماء بكل قيمها السامية الأرض وما
عليها من بشر قليلي الحيلة. حينئذ يومض ويشع جوهر الأشياء. وتتجلى وتظهر
على كامل حقيقتها فى لحظة صدق بائنة. وأرجو أن لا أكون بتبسيطى هنا
لمفاهيم (هايدقر) على هذا النحو قد أخللت بعظمة وعمق مضامينها.
جدران
القطية قد تشيد فى المرحلة الأولى على شكل حلقة من سيقان النبات الأفقية.
ثم تغطى تلك السيقان خارجياً وداخلياً بطبقة من الطين أشبه بالبياض. فى بعض
المناطق تضاف الألوان المصنعة محلياً للحوائط الداخلية فتمحنها مسحة بائنة
من جمال. اشتهر بهذه الفنون المعمارية أهلنا فى جبال النوبة.
هيكل عرش
القطية المخروطي الشكل من سيقان الأشجار تربط عليها بعد ذلك وتغطيها طبقة
من القش أو القصب. فى المناطق غزيرة الامطار تنسدل هذه الطبقة فتبرز أمام
حوائط القطية فتحتضنها فى حنو بالغ ينعكس إيجابياً على نفوس قاطنيها. هذا
الشكل يحاكي خصلة الشعر أو تلك (القُصة) المرفرفة فوق جبين الحسناء. بروز
طرف العرش أمام حوائط القطية يحمي أسطحها من مياه الأمطار المندفعة. أجمل
ما في طبقة العرش العليا أن موادها الاساسية هي من مخلفات الزراعة.
استخدام
القش والقصب طبقة عليا للعرش اختيار جد موفق. فسطحها غير نفاذ وزلق بذلك
يساعد مع انحدار سطح العرش فى دحرجة مياه الامطار. القش والقصب أيضاً
ملائمان تماماً مع الطقس الحار. لونهما الفاتح يساعد على عكس أشعة الشمس و
حرارتها. والفراغات بين عيدانها تعمل عازلا جيد للحرارة. كل ذلك يؤمن أجواء
مريحة ومنعشة داخل القطية ويسعد قاطنيها وزائريها.
صناعة وإعداد عرش
القطية هو دائماً فعل جماعي. و تتجلى روح الجماعة بحق بعد أن يكتمل بناؤه
على الأرض فى مكان قريب من موقع القطية. المرحلة التالية تتجسد فيها قمة
صور التعاون والتكاتف المميزة للعديد من مجموعاتنا التقليدية "ما يعرف
بالنفير". فى حالة احتشاد منظم يتداعى فيه نفر من الناس فى طقس فريد
يبدؤونه بوليمة يتدافعون بعدها فيحملون العرش المهيب ليستقر ويتوج رأس
حوائط القطية.

بيوت أهلنا الرحل: الخيام قد تبرجن وأعَلن الهيام
تنتشر
في فيافي وصحارى وسهول بلادنا العديد من مجموعات الرحل التقليدية التى
تتباين وتختلف فى خصائصها العرقية والأثنية. لكنها تتفق كلها معاً فى نمط
حياتها ونظامها الاقتصادى التقليدى الذى يقوم على تربية الحيوان. تواجه كل
تلك المجموعات معاً ظروفاً ضاغطة وتحديات جسيمة. الحياة فى مستوطناتهم
المتنقلة المنعزلة تكون أحياناً محفوفة بالمخاطر. فمثلاً الفريق المتنقل
يكاد يخلو من الرجال الأشداء خلال النهارات مما يجعل أمر تأمين النساء
هاجساً مؤرقاً.
لكن حصافة هؤلاء القوم التقليديين تمكنهم من التعامل
بذكاء مع مثل هذه الحالات الحرجة. فيلجؤون لبعض الحيل والآليات. من أهمهما
اختيار مواقع تخييمهم وتخطيط مستوطناتهم المتنقلة وتصميم خيامهم. والمدهش
أن كل قبلية توظف هذه الحيل والآليات بطرق مختلفة. هذا الأمر يزيد من درجة
تنوع عمارة الخيام السوادنية التقليدية التى تشكل منظومة مدهشة متباينة
الأنواع.
تقل مصادر المياه ومناطق الرعي في فصل الجفاف الطويل في تلك
المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية. فتحدث الاحتكاكات وتنشب النزاعات. ويعيش
الجميع فى حالة توتر وترقب دائم. تتفاعل كل مجموعة قبلية مع تلك التحديات
بطريقتها الخاصة النابعة من موجهات ثقافتها المحلية. من أهم الآليات هنا
التوظيف والتعامل الذكي مع نظام سكنهم المتنقل "ما يعرف عندهم باسم
الفرقان". يتم ذلك على كافة المستويات، التخطيطى منها والمعمارى. سنجد
الحلول هنا فى كل الحالات لا تخرج من إطار موجهات ومحددات ثقافة القبيلة.
نظرة
مقارنة لأمر مهم تدلل على ذلك. إذا راقبنا عدة قبائل مختلفة تقيم معاً فى
نفس المنطقة فسنلاحظ تباينا فى نوعية المواقع المفضلة للتخييم بالنسبة لكل
واحدة منهم. وهو بلا شك مؤشر مهم لخصائص التركيبة النفسية. وأيضاً ذو صلة
مباشرة بمنظومة القيم والمبادئ التى تكون جوهر ثقافة القبيلة.
دور
الثقافة المحلية يتجلى بشكل أكثر وضوحاً فى الوحدة السكنية المتنقلة
"الخيمة". فى حجمها وشكلها ودرجة انفتاحها. وفى غلافها وخامته وألوانه. إذا
عقدنا مقارنة بين خيام قبائل الرحل المختلفة فسنجد تنوعا مذهلا. التباين
والاختلاف يشمل كل تلك السمات المشار إليها هنا. من المدهش أن نلاحظ مثل
هذه الاختلافات البائنة فى عمارة الخيمة بالنسبة لقبيلتين متجاورتين من
أصول عرقية مختلفة. و هذا الأمر يوضح تأثير الثقافة المحلية العميق على
العمارة التقليدية.
بانوراما منظومة خيام قبائل الرحل السودانية تتسم
بتنوع مذهل في كل سماتها المميزة. بعضها كبير ومربع الشكل. وأخريات صغيرات
المساحة والحجم وشكلها نصف كروي. تتفاوت الخيمة أيضاً في درجة انفتاحها على
العالم الخارجي. فبعضها مفتوح الجوانب يكاد فضاؤها الداخلي يذوب في ما
حوله. وهي على طرف نقيض من نوعيات أخرى أستارها مسدلة بعناية فائقة وتبدو
لكأنها منكفئة على نفسها. التنوع فى عمارة الخيمة يتجلى بوضوح في خامة
غلافها. فهناك بيت البرش المصنوع من سعف النخيل أو الدوم. وينافسه بيت
الشَعر المخطط وقماشه منسوج من وبر الحيوان. وتمثل جلود الحيوانات ولحاء
الأشجار خيارات لقبائل أخرى.
من المدهش حقاً أن نحاول قراءة وفك شفرة
عمارة الخيمة بوضعها فى إطار منظومة القيم واللأعراف التى تشكل جوهر ثقافة
القبيلة. إنجاز مثل هذه المهمة يستوجب أيضاً استصحاب ملامح التركيبة
النفسية. المخاوف والهواجس والأوهام المتأصلة فى نفوس الناس. أخذها في
الاعتبار أمر بالغ الأهمية لأن استجابة تصميم الخيمة لدواعيها هو الذى يؤمن
السكينة والطمأنينة لنفوس قاطنيها. وجاء فى الأثر أن البيت صار اسمه
المسكن لارتباطه بهذه الحالة النفسية.
فى هذا السياق من المفيد النظر
إلى خيام قبائل الرحل فى إطار مفاهيم (مارتن هايدقر) التى أشرنا إليها من
قبل. فلنحاول هنا الاستعانة بها لتفسير وفك طلاسم عمارة الخيام. استناداً
على مفاهيمه تلك يفترض أن تصمم الخيمة لكي تجمع وتلم مجموعة من الناس على
هدى منظومة من القيم والأعراف. لكنني لاحظت أنها تصمم في بعض الحالات لكي
تبعد شرائح من الناس تحديداً الأغراب. والمدهش أن التباعد فى هذه الحالات
وراءه مقصد نبيل. استضافتهم فى مكان بعيد من الخيام يقربهم من نفوس
مستضيفيهم. إنه لعمرى أمر بالغ التعقيد. هكذا هى العمارة الحقة التى يجب أن
تقدم حلولاً لمثل هذه التعقيدات والمتطلبات المتناقضة.
نفعل مفاهيم
(هايدقر) ونتأمل ونقارن معاً بين نماذج من أنواع خيام القبائل. ولنختر
مجموعة يشكل الاحتفاء بالضيوف أهم قيمهم. خياراتهم التخطيطية والمعمارية
كلها موجهة لإعلاء هذه القيمة السامية. يتخيرون مواقع التخييم التى تتيح
لهم اصطياد الضيوف والغرباء. وإمعاناً فى لفت انتباهمهم يسهلون من أمر
ملاحظة خيامهم من بعيد. فالجزء الأعلى منها مدبب وقماشها مخطط. وتكتمل
الصورة وتتوالى مظاهر الترحاب المتجسدة فى جوانب الخيمة المرفوعة وتصميمها
المفتوح. لكأنها هنا توشك أن تأخذ الضيوف بالأحضان.
قبائل أخرى جاءت كل
خياراتها مختلفة تماماً. وقد نجد تفسير ذلك فى إطار سياق تاريخها الطويل
الذى أنتج ترسبات عميقة أثرت بشكل ملموس فى تركيبتهم النفسية. وكانت من
إفرازاتها نظرة للغرباء يسودها التشكك. التعامل الحذر معهم يتجلى فى قرارات
و تعامل معين مع بيئة السكن فى حياة الترحال.
نجدهم يختارون مواقع
تخييمهم فى أماكن موحشة ونائية بعيدة من الناس. نوع الخيمة وشكلها يعزز
تحوطات تفادى الأغراب. لونها مشابه للون الأرض من حولها وشكلها نصف كروى
لكأنه واحد من الكثبان المحيطة بها. الشكل واللون هنا يجعلان من الصعوبة
ملاحظة تلك الخيام في ذلك الخلاء الرحيب. الواضح هنا أن الحلول المعمارية
كلها مسخرة لخدمة أغراض القبيلة إذ إنها تساعدهم على الاختفاء وتفادى
الاختلاط بالغرباء.
بالرغم من كل ذلك، نجد أن مثل هذه القبيلة اشتهرت
بكرمها الفياض و احتفائها العظيم بضيوفها. لكن كل ذلك وفق ترتيبات محددة
تقننها القيم والأعراف وهدفها الاساسى المحافظة على خصوصية النساء. من
أهمها تهيئة أماكن بعيدة لاستقبالهم حيث يغمرهم فيها مستضيفيهم بالعواطف
الجياشة والضيافة السخية رغم ضعف حيلتهم. نلاحظ فى هذه الحالة أن البعد
المادى والجغرافى بين الأماكن المخصصة لاستقبال الضيوف وخيام الأسر فى
الواقع يقربهم أكثر لنفوس سكان الفريق.


خاتمة
في المرات
القادمة إن شاء الله سنسوح فى فضاءات عمارة بيوت القبائل السودانية. سنتوقف
فى كل مرة عند نوع معين. وسنبدأ تطوافنا ببيوت الطين. وننتقل فى مرات أخرى
للخيام ثم القطاطى. نأمل فى كل حالة أن يكون تناولنا لها عميقاً يغوص فى
المعانى ويفضفض أسرار العمارة. بذلك ستنفتح لنا منظومة ثقافة القبيلة بكل
تفاصيلها و جزئياتها.
فى سياق عمارة الطين لا بد من التوقف عند حالة
المسكن النوبى التقليدي فهو عالم سحري قائم بذاته. قدم أروع أنموذج لتوافق
العمارة مع محيطها الطبيعي القاسي وواقعه الاقتصادى الضاغط. ثمة جوانب
محددة تسمو بهذه العمارة لآفاق سامية. تعاملت مع الجانب النفسى والروحى
بحساسية مفرطة وحصافة بالغة. فأسكنت الإنس والجن معاً بطريقة أدخلت السكينة
ووفرت الأمان النفسى لأهل الدار وفق مفاهيم القرويين فى تلك الأزمنة
القديمة. من أهم جوانب روعة عمارة البيت النوبى التقليدى أن مكون التزيين
فيه تجاوز حدود الإمتاع البصرى فخاطب الهواجس وتعامل معها بشتى الطرق.
الحديث
عن قرى النوبة فى موطنهم الأصلى فى شمال السودان وعن عمارتهم عميقة
التعبير يجب أن يأخذنا بالضرورة لتجربة تهجير مجموعات منهم وإسكانهم فى شرق
السودان فى ستينيات القرن الماضى. وضع هذه التجربة بكل مراحلها وجوانبها
فى إطار تاريخ وتراث النوبة وإرثهم المعمارى يوضح لنا بجلاء بعض مقدار
المعاناة التى عاشها المُهجرون. يبرر العديد من المعطيات وصف هذه التجربة
بأنها المأساة المنسية. تعاملت معهم الحكومة زمانئذ وفق معاييرها العلمانية
ضيقة الأفق فعصفت بحياتهم وزعزعت كيانهم. من المهم هنا إعادة قراءة كل
جوانب هذه التجربة مرة أخرى. لأن الحال لم يتغير كثيراً. ما زالت الجهات
الرسمية تعمل وفق تلك المفاهيم القديمة العقيمة. وما زالت إلى حد بعيد
تتجاهل خصوصية من تتعامل معهم من غمار الناس.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://memar.yoo7.com
 
بيوت القبائل السودانية.. عمارة مدهشة مفرطة في التنوع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» العمارة التقليدية السودانية
» معابد الحضارات السودانية القديمة
» عمارة الباروك
» عمارة عضوية
» صور رهيبة لفندق برج الفاتح 7 نجوم بالعاصمة السودانية الخرطوم ..

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخيال الابداعي :: تاريخ العمارة :: العمارة في السودان-
انتقل الى: